محمد بن أحمد بن إبراهيم التمنارتي المغافري، من الصلحاء، كان كثير الأوراد والأدعية، والزيارة للأولياء، لقي منهم أرباب المقامات والمجاهدات أمثال أحمد بن موسى السملالي، وأحمد بن محمد المعروف بالسائح الحاحي، ومحمد بن وِسَعْدْنْ السوسي السكتاني.
من أقواله: (اعتزل الناس ما أمكنك فإني سمعت شيخي سيدي أحمد بن موسى يقول: ما أهلك الناس إلا الناس، ولو سلم الناس من الناس لاستقاموا جميعا)
قال عنه ابنه القاضي أبو زيد عبد الرحمن في الفوائد: (كان الوالد رحمه الله صالحا متعبدا زاهدا في الدنيا).
ومما أشار إليه لما قدم إلى مدينة تارودانت قوله: (لما فارقته لطلب العلم وقدمت مدينة تارودانت لأخذ العلم ممن بها من المشايخ، جعل هاتف يهتف به إذا خلا ويقول له: تدارك ولدك واجتلبه من المدينة وإلا هلك، ولم يزل به حتى أتاني على نية الانصراف بي، فقلت له ارجع، ذلك شيطان، ارجع فإنه لا يعاودك إذا عرفت الآن أنه هو، فرجع فكان الأمر كذلك، فقال: الحمد لله الذي وفقك وأنت صغير لفهم كيده، والشيطان إذا أتى من قِبل النصح قل أن يُفطن له).
توفي المترجَم رحمه الله بالطاعون في شهر ذي الحجة سنة 1007هـ/1599م، ودُفن بمقبرة سيدي بو الذهب بتارودانت.