انطلقت أمس الثلاثاء 8 أبريل 2025، بمدينة تارودانت فعاليات الدورة العاشرة للموسم السنوي للمدارس العتيقة، تحت شعار “الإنسان بين الحقوق والواجبات”.
وتنظم هذه الدورة الممتدة إلى غاية 15 أبريل الجاري، بمبادرة من مؤسسة “سوس للمدارس العتيقة”، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، وعمالة إقليم تارودانت، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي لتارودانت، والجماعة الترابية لتارودانت.
وحسب المنظمين، يهدف موضوع هذه الدورة، إلى بيان العلاقة الجدلية الموجودة بين الحقوق والواجبات، بحيث لا يوجد أحد الطرفين إلا إذا وجد الآخر، توضيح الصورة الحقيقية للإسلام السمح والسباق إلى تقرير حقوق الإنسان الأساسية، العدل والحق، والمساواة وربطها بما يقابلها من الواجبات، وكذا التذكير بجهود العلماء المسلمين الراسخين في العلم، الفاهمين الفهم السليم، في فهم الكتاب والسنة في صياغة التصور السليم لحقوق الإنسان وواجباته، إضافة إلى بيان التحديات التي ستواجه الإنسانية عند انعدام التوازن بين التمتع بالحقوق والقيام بالواجبات.
ويشمل برنامج هذا الموسم الديني والروحي، عدة أنشطة منها تنظيم محاضرات علمية ودينية حول مواضيع “الحقوق والواجبات: تعريفات وضوابط”، “نظريات الحق في الميزان”، “عقيدة المسلم في الحقوق والواجبات”، “نظام الحكم في الإسلام بين الحقوق والواجبات”، “الأسرة المسلمة بين الحقوق والواجبات”، “التعليم بين الحقوق والواجبات”، “العلاقات الدولية بين الحقوق والواجبات”، “تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الحقوق والواجبات”، إضافة إلى “العلاقات الاقتصادية بين الحق والواجب”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس مؤسسة “سوس للمدارس العتيقة”، اليزيد الراضي، أن هذه التظاهرة تمثل فرصة فريدة لتعزيز دور المدارس العتيقة في بناء الإنسان المؤمن والواعي، مبرزا أن الدورة الحالية تسلط الضوء على العلاقة المتوازنة بين الحقوق التي يكفلها الإسلام، والواجبات التي يفرضها على الفرد تجاه أسرته ومجتمعه.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، سعيد شبار، على أهمية موضوع هذه الدورة، مذكرا بمكانة التعليم العتيق ودوره البارز في تخريج العلماء، ونشر المعرفة الصحيحة، والدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية، مشيدا بالمكانة المتميزة والقيمة الكبيرة لعلماء وشيوخ وكذا مدارس جهة سوس ماسة.
ويعد هذا الموسم مناسبة دينية مهمة، تكرس أهمية المدارس العتيقة كمؤسسات علمية راسخة في التاريخ، تؤدي دورا محوريا في نشر المعارف الدينية واللغوية، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة المبنية على الوسطية والاعتدال.
وستتخلل الدورة العاشرة التي جرى حفل افتتاحها بحضور على الخصوص، عامل إقليم تارودانت، زيارات ميدانية لعدد من المدارس العتيقة بجهة سوس ماسة، من بينها المدرسة العلمية العتيقة “مدرسة العكيدة” بأولاد برحيل، إقليم تارودانت.
