الصين فاعل دولي قوي يجمع بين النمو الاقتصادي الهائل والنفوذ الثقافي الناعم

الصين فاعل دولي قوي يجمع بين النمو الاقتصادي الهائل والنفوذ الثقافي الناعم
الصين فاعل دولي قوي يجمع بين النمو الاقتصادي الهائل والنفوذ الثقافي الناعم

أكد الإعلامي والباحث في العلاقات الدولية، نزار لفراوي، أن الصين فاعل قوي يجمع بين تحقيق النمو الاقتصادي الهائل والنفوذ الثقافي الناعم، بشكل يجعلها تفرض نفسها في سباق الزعامة العالمي.

وقال لفراوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش توقيع كتابه الجديد الموسوم ب”الصين، زعامة القرن.. من الحزام والطريق إلى ما بعد كورونا”، في إطار فعاليات الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، إنه “من الصعب اليوم تجاهل دور الصين باعتبارها قوة تفرض نفسها في سابق الزعامة على النظام العالمي الذي هو في قيد التشكل، بعد انهيار الثنائية القطبية وتمخض نوع من الحالة المؤقتة التي أشرت على ميلاد قوة أحادية”.

وأضاف الباحث أن الواقع يحكي كيف أنه في ظرف وجيز، باتت الصين تدق الباب على عدة مستويات، بما فيها المستوى الاقتصادي الذي تسجل فيه نسب نمو خيالية، وكذا على مستويات أخرى حيث تحضر الصين كدولة ذات قوة ناعمة رائدة تطرح في السوق الدولية ثقافتها وقيمها ورؤيتها الخاصة لطريق التنمية، تماما مثلما تطرح نظامها الخاص للحكامة على المستوى الاجتماعي والسياسي كنموذج.

وأبرز لفراوي أنه ركز في إصدار الجديد على المشروع الصيني الكبير الموسوم ب”مبادرة الحزام والطريق”، والذي يشكل في نظره “عنوانا كبيرا للقوة الصينية الصاعدة” باعتباره يربط بين المناطق ذات الأولوية الاقتصادية الحيوية بالنسبة للصين في أوروبا وآسيا وأفريقيا.

وحسب لفراوي، فإن المغرب، وإن لم يشكل موضوع محور خاص ضمن الكتاب، إلا أنه معني بشكل مباشر في هذا المشروع علما أنه تم بداية السنة الجارية توقيع على ورقة تنزيل مشروع الحزام والطريق بالنسبة للمغرب.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الشراكة المغربية الصينية في مجال صناعة الأدوية واللقاحات ضد كوفيد- 19 تشكل مؤشرا على الدور المحوري الذي ينتظر أن يحتله المغرب في هذا الأفق الصيني.

من جهة أخرى، يضيف لفراوي، يستحضر الكتاب نموذجا لبسط المنظومة الصينية لنفوذها عبر العالم، من خلال القارة الإفريقية باعتبارها مجالا كان تقريبا شبه مهجور من لدن القوى التقليدية الأوروبية او الأمريكية، في الوقت الذي آمنت فيه الصين بقوة بالمخزون الهائل لإفريقيا حيث ومدت شبكة واسعة من التحالفات والشراكات على المستوى القاري”.

وخلص الباحث إلى أن خاتمة الكتاب عبارة عن محور استشرافي باعتبار أن تحريره صادف ظهور أزمة كوفيد -19 وما طرحته من تحديات على مستوى تعطيل سلاسل التوريد الدولة بالنسبة للصين، قائلا إن “الصين ترنحت قليلا بسبب هذه الأزمة لكنها استرجعت قدرتها على المبادرة في زمن قياسي”.

يشار إلى أن نزار لفراوي، صحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء، وحاصل على الدكتوراه في القانون العام من جامعة محمد الخامس بالرباط بأطروحة حول “الحماية الدولية للصحافيين أثناء تغطية النزاعات المسلحة” (2020). كما أنه حاصل على الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف صحافة الوكالة في دورتها السابعة (2009). وصدر له إلى جانب كتاب “الصين، زعامة القرن”، كتاب “العولمة وأزمة الدولة الوطنية”.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News