يتناول مدير المهرجان الوطني للدقة والإيقاعات بتارودانت، شفيق بورقية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عدة مواضيع تهم الخطوط العريضة لهذه التظاهرة الثقافية، وأهدافها، إلى جانب سمات ومميزات الدورة الخامسة عشرة التي تنظم تحت شعار: “فن الدقة جسر بين الماضي والحاضر”.
1- ما هي الخطوط العريضة لبرنامج الدورة الـ15؟
أولا، الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للدقة والإيقاعات، تأتي بعد فترة الشبه توقف بالنسبة للجمهور بعد جائحة كورونا، هذه السنة ارتأينا أن نجعل من المهرجان محطة لحوار فني فني، وهنا نتحدث عن الفنون الأصيلة، وذلك من خلال البرنامج المسطر، فهناك فن الدقة في حوار فني مع فن أحواش وفن العيطة والتراث الحساني وفن الكناوي، حتى نجعل من هذا الموروث الثقافي أرضية لتطوير مجموعة من الفنون الأصيلة سوء على المستوى الجمالي، أو حتى على مستوى المضمون.
وكما يعرف الجميع، فن الدقة كانت انطلاقته من مدينة تارودانت، تم انتقل إلى مدينة مراكش تم دمنات، ولهذا ارتأت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة-، تنظيم المهرجان بمدينة تارودانت، لأنها هي الأصل، ولكن لابد أن يكون في حوار فني مع باقي الفنون الشعبية، لهذا نفكر بعد تنظيم الدورة الـ15، التفكير في الجانب الأكاديمي، حيث يدور النقاش حول إمكانية إنشاء مؤسسة تعنى بالبحث في التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، وسوف يكون لفن الدقة إلى جانب باقي الفنون الشعبية حيز كبير في البحث العلمي.
أما بخصوص برنامج المهرجان، سيكون الجمهور الروداني وزوار مدينة تارودانت، طيلة ثلاثة أيام، على موعد مع الدقة والإيقاعات المختلفة والفنون الشعبية التي سيجري تقديمها في لوحات فنية مستوحاة من الأشعار المستلهمة من التراث المغربي، تعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة على حدى.
وموازاة مع ذلك، هناك محاضرة في موضوع: “الفنون الشعبية والروابط التي تربطها بفن الدقة” بمشاركة باحثين ومفكرين ومهتمين في هذا الميدان.
وإلى جانب ذلك، هناك فقرة خاصة بالتكريمات التي ستحظى بها وجوه فنية، منها على وجه الخصوص، الفنانة الرودانية خديجة عكيران رئيسة جمعية بنات تارودانت للفنون الشعبية، والفنان عبد الحفيظ أمهو عضو جمعية الدقة الرودانية، تقديرا لمسيرتهم الفنية المميزة.
2- ما هي سمات ومميزات دورة هذه السنة؟
من خلال شعار الدورة ففن الدقة هو جسر كباقي الفنون، يربط الماضي بالحاضر، خصوصا بالنسبة للجيل الحالي من أجل أن يكون واعيا بالمحافظة على تراثه الثقافي وأن يفتخر بتاريخه، وليعرف أن المغرب هو خزان كبير للتراث الثقافي والغني بالفنون الشعبية.
وما يلاحظ، هو أن هذه الدورة تحظى باهتمام كبير نظرا لتميز المهرجان، بتنوعه الثقافي الغني بعدة ألوان فنية من الدقة والايقاعات، وكذلك الترويج للتراث الثقافي الوطني.
3- ما هي الإجراءات المتخذة للحفاظ على فن الدقة؟
كما قلت سابقا، أن الوزارة الوصية تنظم هذه المهرجانات (مهرجانات الفنون الشعبية)، عبر تراب المملكة، من أجل المحافظة على التراث وإعطاء وظيفة له في الوقت الحالي، ضمانا لاستمراريته، وتشجيع الشباب على الاهتمام به، وتوظيفه في الأعمال التشكيلية، والموسيقية، والمسرحية، إلى غير ذلك..
وأشير هنا إلى أن المهرجان الوطني للدقة والايقاعات، الذي حظي باهتمام ملكي وساهم في نجاحاته عدد من رواد الفن الشعبي، فرصة لإنعاش القطاع السياحي بالمدينة، ومناسبة لاكتشاف أصالة وتنوع الفولكلور المغربي وتراثه الشعبي في مختلف تجلياته الثقافية والفنية واكتشاف الموروث وصناعة العفوية والأصالة من خلال فنون تقليدية نابعة من مصادر حية لم تتقادم مع الزمن.