مع اقتراب عيد الأضحى، تفاجأ المستهلك المغربي بارتفاع صاروخي في أسعار “الدوارة” (أحشاء الخروف)، التي تُعد من الطقوس الغذائية الراسخة في الثقافة المغربية خلال هذه المناسبة الدينية. ففي ظرف أيام قليلة، تضاعفت الأسعار لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، ما أثار موجة من القلق والتساؤلات حول جدوى استمرار بعض العادات في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وفي تصريح للصحافة، كشف بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن أسعار “الدوارة” ارتفعت من متوسط يتراوح بين 200 و300 درهم إلى ما بين 700 و800 درهم، مع توقعات ببلوغها 1000 درهم خلال الأيام القليلة المقبلة. واعتبر الخراطي أن هذا الارتفاع “مهول”، خاصة بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الهش وغياب إجراءات رقابية فعالة.
وأشار الخراطي إلى أن أسعار الكبد بدورها شهدت ارتفاعًا حادًا، رغم أن المغرب يستورده من بولندا ودول أمريكا الجنوبية، إذ قفز سعر الكيلوغرام إلى 200 درهم، بعدما كان لا يتجاوز 65 درهمًا في أقصى الحالات.
وفي سياق تحذيره من خطورة الوضع، نبّه الخراطي إلى غياب الوعي لدى المستهلك المغربي بشأن التحديات المستقبلية المرتبطة بالسيادة الغذائية، لاسيما في ما يتعلق باللحوم الحمراء، داعيًا إلى إطلاق حملات تحسيسية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تُبرز أهمية ترشيد الاستهلاك، بل والتفكير الجاد في إمكانية إحياء العيد بدون أضحية عند الضرورة.
وختم رئيس الجامعة دعوته بمطالبة الحكومة بالتدخل العاجل من خلال تسقيف أسعار اللحوم وأحشاء الأضاحي لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، معتبرًا أن هذا الإجراء بات ضرورة ملحة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها المواطن المغربي.