أبرز الوفد المغربي المشارك في القمة النيجيرية الإفريقية حول الاستثمارات في الموارد الطبيعية والطاقة، المنعقدة في الفترة من 1 إلى 3 يونيو، بأبوجا، اليوم الخميس خبرة المغرب وتجربته في مجال الطاقة.
وبهذه المناسبة، ذكر محمد الزين، مدير الترويج وإدارة الأصول الهيدروكربونية في المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن أن “المغرب مستعد لأن يصبح مركزا للطاقة وبوابة للتجارة بين إفريقيا وأوروبا”.
وشدد في مداخلته أمام المؤتمر، على أن الغاز يجب أن يكون دائما جزءا من تنمية إفريقيا إلى جانب الطاقات المتجددة، مضيفا أن “المغرب يطور سوقه المحلي للغاز”، كما أن”الغاز هو وقود انتقالي لترسيخ مكانة المغرب كرائد في مجال الطاقة الخضراء”.
وأبرز في هذا الصدد، برامج المملكة الطموحة في مجال الطاقات المتجددة، مستشهدا بشكل خاص بمشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب والذي سيكون قادرا على إمداد الغاز إلى بلدان غرب إفريقيا والسوق الأوروبية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة في إفريقيا بشكل أسرع من أي مكان آخر، معتبرا أن الغاز يمكن أن يقترن بطاقة الرياح والطاقة الشمسية كنموذج تكنولوجي وتمويلي.
وأضاف أن الابتكار يمكن أن يجعل من الغاز دعامة جيدة لتحقيق انبعاثات صفرية من الكاربون.
وأوضح في هذا الخصوص أن المغرب أجرى العديد من الإصلاحات والتعديلات التشريعية للسماح للقطاع الخاص بالاستثمار في مشاريع الطاقة.
وأشار إلى أن الاقتصاد المغربي مندمج بشكل جيد في الشبكة الاقتصادية الدولية، مؤكدا أهمية تواجد عدة بنوك مغربية في إفريقيا لتقديم الدعم المالي للعمليات التجارية.
وبعد أن أبرز أهمية المغرب كبوابة لأفريقيا، استشهد بعدة مشاريع ربط كهربائي قوية مثل الربط الكهربائي الحالي بين المغرب والبرتغال، والربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، وبين المغرب والمملكة المتحدة، والربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا.
ومن جهته ذكر مصطفى شايب، مدير الاستكشافات المنجمية في المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن أن المغرب، ذو التقاليد التعدينية، معروف بتوفره على هيكل جيولوجي متنوع ويتميز بشكل خاص بغناه من المواد المعدنية، مؤكدا أن المملكة تتمتع بإمكانيات معدنية واعدة وخبرة كبيرة وقوى عاملة ذات مهارة.
واستعرض السياسة الوطنية للتنمية في مجالات البحث والترويج وتنويع الإنتاج وتحديث أساليب ووسائل الاستخراج والتثمين، مع التأكيد على توافر البيانات الجيولوجية والتعدينية والمعلومات المفيدة للمستثمرين فيما يتعلق بالثروات التي يتوفر عليها المغرب.
وفي هذا السياق، ذكر أن المغرب هو أول منتج إفريقي للباريتين والفضة والفوسفات، وثالث منتج إفريقي للفليور والكوبالت.
ومن جهته تناول محمد الهواري، مدير قطب الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة بالوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، أمام المؤتمر الأهداف الوطنية لكفاءة الطاقة، ولا سيما خفض الاستهلاك الوطني للطاقة بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2030.
وأضاف أن المملكة وضعت إطارا تنظيميا جديدا بالإضافة إلى معايير جديدة لكفاءة الطاقة.
كما سلط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية بهدف تطوير الاقتصاد الأخضر من خلال الجمع بين مختلف المتدخلين من أجل تسريع تنفيذ مشاريع الصناعة الخضراء.
وتتناول القمة النيجيرية الإفريقية للاستثمار في الموارد الطبيعية والطاقة، اسكتشاف الحلول وعرض التقنيات والمنتجات التي ستمكن من تسريع النمو والتصنيع في إفريقيا بطريقة أكثر ملاءمة للمناخ، مع تشجيع تطوير وتمويل مشاريع الطاقة الخضراء.
ويشمل برنامج القمة عروضا من قبل وزراء ومسؤولي الشركات متعددة الجنسيات وخبراء الصناعة والمتخصصين.
ومن بين أهداف القمة حصر تمويل المشاريع الإفريقية المستدامة في مجال الموارد الطبيعية والطاقة، باعتبارها مفاتيح للانتقال الطاقي، وتعزيز التجارة وتبادل الخبرات بين البلدان الإفريقية، ووضع السياسات والاستراتيجيات لقطاع الموارد الطبيعية في وقت يتطلع فيه العالم إلى مستقبل أكثر اخضرارا.