يقع فندق سي الحسن بالسوق الكبير قرب المدخل الغربي للجوطية، بابه الرئيسي يوجد بسوق الصياغين مفتوح على سوق (الحلايسية) قديما، كان في الأصل سوقا للصفارين محبسة على الجامع الأعظم يتصرف فيها من كان واقفا على الأحباس 43 سنة، وبعد خرابها استولى عليها قاضي تارودانت آنذاك الحسن بن عبد الله الروداني بوجه الغصب والتعدي، فبنى مكانها الفندق المعروف باسمه، وبقي يتصرف فيه مدة 36 سنة إلى أن مات زمن الوباء عام 1214ه وتركه لورثته يتصرفون فيه، إلى أن جدد السلطان مولاي سليمان العلوي تحبيسه عام 1230ه فألحقه بأوقاف المسجد الكبير.
وقد شهد كبار السن من أعيان المدينة أيام الناظر الحاج محمد بن عبد القادر السراج بهذه الأحداث وأقروا أن الجامع العتيق رُمم وفُرش من مداخل هذا الفندق عام 1233ه/1818م.
يعتبر فندق سي الحسن من المراكز التجارية النشيطة بالمدينة حيث كانت تباع فيه جميع أنواع السلع، وكان يتكون من طابق أرضي وآخر علوي ويحتوي على حوانيت يكتري منها اليهود 29 حانوتا سفلية، كما كانت فيه مخازن لحفظ زيت الأحباس وحُصر المساجد، وغُرف للتجار ونزلاء المدينة.
ويُذكر أن ساحة فندق سي الحسن كانت رحبة لتوزيع الخبز أيام الحرب العالمية الثانية، وقد أصابه الخراب مرة أخرى في النصف الثاني من القرن 20م قبل أن يتحول اليوم إلى قيسارية لبيع الأثواب ولوازم الخياطة.