مدرسة التعلم الأهلية بتارودانت، كانت توجد بمدخل سيدي حساين بدار آيت إمل أمام الباب الغربي للجامع الكبير، وتُعرف أيضا بالمدرسة الإسلامية للتعلم.
أسسها M.Four عام 1921م وتولى إدارتها بمساعدة زوجته، وقد بدأت في سنتها الأولى بـ 29 تلميذا، ثم توالت أعداد المسجلين حيث أضيف قسم آخر عام 1923م وقسم ثالث متخصص في الزراعة عام 1924م، وقسم رابع عام 1929م.
وفي سنة 1930م لما زارها المقيم العام الفرنسي سان لوسيان بلغ عدد التلاميذ بها 160 تلميذا، أعمارهم تتراوح بين 4 سنوات و18 سنة، وأغلبهم ينتمون إلى الأسر المعوزة، يُدرسهم القرآن واللغة العربية الفقيه (سي محمد) بن الحاج محمد تحت إشراف قاضي المدينة، ويتلقون تعليما عاما من تأطير حَرم المدير، المعلمة Mme.Four والمعلم M.Bose وآخر مهنيا يشرف عليه M.Bridon ويتضمن المبادئ الأولية للتكنولوجيا، والهندسة التطبيقية والرسم والحساب، والنظام المتري.
أما التعليم الزراعي فكان يؤطره M.Litas بمساعدة عامل من أهل المدينة، ويتضمن المبادئ الأولية للزراعة، والقيام بأشغال تطبيقية في الركن الزراعي بالمدرسة، حيث يقوم المنتسبون لهذا القسم من التلاميذ بمراقبة الشتلات والبذور وتنويع الأصناف النباتية وزراعة الخضر والأشجار والحبوب، وتربية الدجاج والإوز والأرانب.
وكانت مدرسة التعلم الأهلية بتارودانت تنظم دروسا مسائية مفتوحة مرتين في الأسبوع، وتتوفر على مسلط ضوئي وهبه لها مكتب الشؤون الأهلية بالمدينة، وسينما من إهداء الإدارة العامة للتعليم.
وتجدر الإشارة أن مدرسة التعلم أَغلقت أبوابها سنة 1928م بسبب تفشي وباء التيفوس الذي انتشر بالمدينة، وكان من ضحاياه M.Sibuet أحد المعلمين الشباب بالمدرسة عمره 25 سنة، ثم افتتحت في السنة الموالية، واستمرت في تلقين برامجها إلى أن انتقلت في الثلاثينيات من القرن 20م إلى مقرها الحالي بجنان البارود وعُرفت باسم (المدرسة الأهلية الصناعية) قبل أن يتحول اسمها إلى (ثانوية ابن سليمان الروداني) في وقت لاحق.
الصورة : زيارة الوفد الرسمي المرافق للمقيم العام الفرنسي سان لوسيان لمدرسة التعلم الأهلية بسيدي حساين بتارودانت عام 1930م