مدرسة الجامع الكبير العتيقة، كانت توجد أمام الباب الغربي للمسجد الأعظم على يسار الداخل لحومة سيدي حساين نحو دار آل الوقاد التلمسانيين، وبجانب القضاة التمليين آنذاك، وهي من المدارس القديمة بالمدينة، ازدهرت فيها الدراسة منذ بزوغ فجر الدولة السعدية، وحج إليها الطلبة من كل فج عميق، حيث كان يسكنها الآفاقيون منهم، ويُدرس فيها جهابذة العلماء القراءات ومبادئ العلوم في فترات متصلة من تاريخ المدينة، ذُكرت أسماؤهم متفرقة في (الفوائد الجمة) للتمنارتي و(الحضيكيون) للجشتمي و(المعسول) للسوسي وفي غيرها من كتب التراجم والمناقب، وكان آخر من درس بها الفقيه عبد الله بن محمد خرباش المتوفى عام 1925م، الذي لازم المدرسة في آخر حياته وكرس لها جهوده العلمية في تناول دروس التوحيد والقراءات والفقه والعربية بالدرس والتحليل والمناقشة والمناظرة أحيانا حتى يأخذ الطلبة ما يأخذون عن يقين، قال عنه السوسي: (وبموته ماتت عمارة مدرسة الجامع الكبير برودانة، وانقطع عن هذه المدينة ما اعتادته من جموع الطلبة الآفاقيين)
وتجدر الإشارة أن مدرسة الجامع الكبير بقيت على حالها تتعهدها الأوقاف بالإصلاحات الضرورية إلى أن بنتها جمعية علماء سوس على طراز عصري واتخذتها إدارة للمعهد الإسلامي عام 1957م.
وفي سنة 1972م أُطلق عليها اسم (المدرسة الجشتمية) تيمنا باسم الأسرة الجشتمية العلمية الشهيرة، وأضحت تستقطب حفظة كتاب الله من المدارس العتيقة الذين يدرسون بها قبل الالتحاق بالمعهد الإسلامي.