حلّ عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صباح اليوم الجمعة، بمدينة أولاد برحيل، حيث قام بزيارة إلى منزل القيادي البارز والبرلماني السابق حاميد البهجة، في خطوة اعتبرها متتبعون محاولة لإعادة إشراك هذا الأخير في إصلاح الأعطاب التنظيمية التي يشهدها الحزب على مستوى جهة سوس ماسة، لاسيما بإقليم تارودانت.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تحركات داخلية مكثفة يقودها أخنوش شخصيًا، بعد تصاعد الغضب داخل صفوف الحزب جراء ما يعتبره عدد من مناضلي ومنتخبي الأحرار “إهمالًا وسوء تدبير تنظيمي” من طرف المنسق الجهوي للحزب ورئيس مجلس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي.
ووفق مصادر مطلعة، فإن فاعلين تجمعيين غاضبون يتهمون أشنكلي بـ”إضعاف التنظيم الجهوي، وتهميش المنتخبين المحليين، والتخلي عن الجماعات التي يسيرها الحزب”، ما تسبب في تذمر واسع بلغ حد التهديد بالاستقالة أو الالتحاق بأحزاب منافسة قبيل الاستحقاقات المقبلة.
ومن المنتظر أن ينتقل زوال نفس اليوم، رئيس حزب “الحمامة” إلى مدينة أولاد تايمة، حيث سيحل بمنزل القيادي والبرلماني محمد بوهدود بودلال، والد نادية بوهدود، رئيسة المجلس الجماعي لأولاد تايمة. وهي زيارة تحمل، بحسب مراقبين، أبعادًا سياسية وتنظيمية قوية، بالنظر إلى المكانة التي يحظى بها الحاج بودلال داخل الحزب، سواء على مستوى الإقليم أو الجهة.
ويراهن أخنوش، حسب مصادر حزبية، على إعادة ترتيب البيت الداخلي بجهة سوس ماسة عامة وبإقليم تارودانت على الخصوص، والذي يمنح للحزب مقعدين بالبرلمان وعدد من الأصوات في صراع الوصول لمجلس الجهة، هاته الأخيرة التي تمثل معقله الانتخابي الاستراتيجي، تفاديًا لتفكك تنظيمي قد يكلف الحزب كثيرًا في الاستحقاقات القادمة.
ويبدو أن رئيس الحكومة و”ربان الحمامة” قد وجد نفسه مجبرًا على التدخل المباشر لمتابعة تفاصيل الوضع السياسي بالجهة، في ظل تصاعد التوترات التنظيمية، وخشية من فقدان الحزب لمكانته المتقدمة على الساحة الجهوية.
