يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم تارودانت صراعات داخلية، دفعت العديد من أعضائه الفاعلين لتقديم استقالاتهم من الحزب، بعدما أصبح بحسبهم حزب تابع لعائلة معينة تتحكم فيه بدائرة تارودانت الجنوبية.
ووفق المعطيات التي حصل عليها موقع “برلمان.كوم”، فإن عبد الفتاح البوطاهري، رئيس جماعة سيدي دحمان إقليم تارودانت المنتمي لحزب التراكتور، قدّم استقالته من الحزب، بسبب ما وصفته مصادرنا بمحاولة الانتقام منه بسبب قربه من عضو المكتب السياسي الملتحق حديثا بالحزب، البرلماني خالد البونوني الذي يحظى بدعم من الأمانة العامة للحزب.
وأوضح مصدر مقرب من الرئيس البوطاهري، أن جناح يقوده حميد وهبي شقيق الأمين العام السابق لحزب البام ووزير العدل حاليا، عبد اللطيف وهبي، ويضم رئيس لجنة الداخلية، محمد أوضمين القيادي في الحزب على مستوى عمالة إنزكان أيت ملول، ويشغل أيضا مهام نائب رئيس جهة سوس ماسة، هو من دفع رئيس جماعة سيدي دحمان لتقديم استقالته من الحزب، بسبب عدم التزام الحزب بالوعود المقدمة إليه والمتمثلة في مساعدته على إنجاز مشاريع بالجماعة عن طريق الشراكة مع الجهة أو عن طريق مشاريع ممولة من الوزارات التي يدبره الحزب من داخل الحكومة.
وأضاف ذات المصدر، أن هذا الجناح يدعم أحد قادة الحزب على مستوى إقليم تارودانت، والذي يحاول وفق مصدرنا دائما، فرملة كل الأصوات التي يعتبرها تشكل خطرا عليه وتنافسه داخليا بدائرة تارودانت الجنوبية، والتي يطمح في أن يتزعم نجله لائحتها البرلمانية خلال الانتخابات المقبلة.
وحسب ذات المصادر، فإن الخطوة التي أفاضت الكأس وجعلت البوطاهري يقدم استقالته من الحزب، هو إخلال قياداته الجهوية بوعده له بدعمه لإنجاز مشروع “بئر” بدوار سيدي دحمان بميزانية تقدر ب 80 مليون سنتيم، عن طريق مجلس الجهة، قبل أن يتفاجأ بتحويل هذا الدعم لجماعة أخرى خدمة لأجندات القيادي المذكور في دائرة تارودانت الجنوبية، وهو ما أثار حفيظة البوطاهري وأقدم على الاستقالة من الحزب.
وأضاف ذات المصدر، أن هذا الجناح دفع العديد من أعضاء الحزب الفاعلين بتارودانت الجنوبية للاستقالة من الحزب، حيث وقع نفس الأمر مع المستشارة الجماعية ورئيسة الفريق بمجلس الجهة، وأيضا عضوة سابقة بالجهة وآخرين، حيث يحاول هذا القيادي حسب ذات المصدر توريث الحزب وجعله في ملكيته على مستوى دائرة تارودانت الجنوبية، خصوصا وأنه يتوفر على الإمكانيات المادية لتمويل حملات الحزب وأنشطته بهذه الدائرة.
وخلص ذات المصدر إلى أن أعضاء في حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى الكتابة المحلية لأيت ايعزة وسيدي دحمان وافريجة يستعدون لتقديم استقالة جماعية من الحزب، تضامنا مع رئيس الجماعة واحتجاجا على الحيف الذي طاله من طرف من المفترض فيهم دعمه وتوجيهه، خصوصا وأن يعيش تجربة أولى في التدبير الجماعي، على حد تعبير مصادر الموقع.
