يعاني إمام مسجد دوار أكفاي، التابع لجماعة مشرع العين بإقليم تارودانت، منذ عدة أشهر، من مضايقات متكررة من طرف بعض أعضاء إحدى الجمعيات المحلية، في سابقة أثارت قلق واستياء الساكنة، التي اعتبرت هذه التصرفات مسا بحرمة المسجد وتدخلا غير مشروع في اختصاصات مؤطرة من قبل مؤسسات رسمية.
وحسب معطيات متطابقة من أبناء الدوار، فإن هذه المضايقات بدأت بمنع إقامة عشاء ليلة القدر خلال شهر رمضان الماضي، وهي مبادرة دأبت الساكنة على تنظيمها منذ سنوات في أجواء دينية وروحانية، مما خلف استغرابا كبيرا وسط الأهالي.
وتواصلت التدخلات غير المبررة – بحسب الساكنة – بفرض طريقة معينة في أداء صلاة التراويح، وإرغام الإمام والمشفع على التطويل دون مراعاة ظروف المصلين، في سلوك وصف بـ”التحكم غير المقبول” في شعائر دينية ينبغي أن تخضع حصرا لتأطير المجلس العلمي المحلي.
كما تم منع جمع “الإحسان” المخصص للإمام يوم عيد الفطر، وهو عرف متجذر في الثقافة المحلية ويعكس نوعا من التضامن بين الساكنة والإمام.
الأخطر من ذلك، تؤكد مصادر محلية أنه تم الامتناع عن تسليم الإمام مبلغ “الشرط” الخاص به لمدة ثلاثة أشهر متتالية، رغم أن الساكنة تؤدي هذا المبلغ بشكل منتظم، في ما يبدو أنه محاولة للضغط أو التضييق على الإمام لأسباب غير واضحة.
أمام هذه التجاوزات، تطالب الساكنة بتدخل فوري للسلطة المحلية، ولمندوبية الشؤون الإسلامية بتارودانت، وكذلك للمجلس العلمي المحلي، من أجل التحقيق في هذه الممارسات، ووضع حد للتدخلات في تسيير شؤون المسجد، وصون كرامة الإمام، وضمان استمرارية أداء رسالته في أجواء من الاحترام والسكينة.
ويؤكد المتضررون أن المسجد يجب أن يظل فضاء للعبادة والسكينة والتآزر، لا مجال فيه للصراعات أو التحكم من طرف جهات مدنية أو جمعوية لا تمتلك أي صفة دينية أو قانونية لتسيير الشأن الديني.