حديقة “إبراهيم الروداني” بتارودانت.. متنفس إيكولوجي لسكان المدينة في فصل الصيف

و م ع MAP18 يوليو 2024
حديقة "إبراهيم الروداني" بتارودانت.. متنفس إيكولوجي لسكان المدينة في فصل الصيف
حديقة "إبراهيم الروداني" بتارودانت.. متنفس إيكولوجي لسكان المدينة في فصل الصيف

من أجل إعادة الاتصال بالطبيعة، والهروب من حرارة فصل الصيف، تقصد ساكنة مدينة تارودانت “حديقة إبراهيم الروداني”، حيث تستيقظ كل الحواس لاستكشاف ما تزخر به من تنوع إيكولوجي، وللاستمتاع برطوبة الجو الذي يميزها خلال هذه الفترة من السنة.

ويعرف هذا المتنزه الطبيعي، حيوية كبيرة وحركية منقطعة النظير، أمام ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مدينة تارودانت خلال فصل الصيف، إذ تفضل الأسر الرودانية، وعدد من السياح الوافدين إلى المدينة، التوجه للحديقة المتواجدة في قلب المدينة، لقضاء وقت ممتع وخلق أجواء فريدة من نوعها.

السكون، العصافير، تنوع النباتات والأشجار، أشعة الشمس الصغيرة، كل شيء متناغم داخل هذا المجال الأحضر، الذي يستجيب لمعايير الاستجمام والراحة، ومكانا مفضلا للعديد من الجمعيات والهيئات المدنية من أجل تنظيم تظاهرات ثقافية متنوعة.

كما يترجم هذا الملاذ الطبيعي، الذي يعتمد على نظام السقي بالتنقيط، ثنائية الماء والخضرة، إذ يتوفر على نافورة أرضية طويلة تتوسط أشجار النخيل يشكلان معا لوحة فنية تسافر بالزوار إلى جمال الطبيعة الخام.

وتتوفر المدينة على العديد من المجالات الخضراء وحدائق الأحياء، إلا أن حديقة “إبراهيم الروداني” تظل المكان الوحيد الذي يتوفر على المقومات الأساسية لمرافق تستقطب الباحثين عن أماكن لقضاء أوقات ممتعة مع أطفالهم، إذ تعتبر رئة المدينة وأوكسجينها.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال محمد الصوابي، المسؤول عن المناطق الخضراء بجماعة تارودانت، إن هذه الحديقة، تم تشيدها من طرف النقيب دونا، أول ضابط فرنسي للشؤون الأهلية بتارودانت سنة 1929، والتي سميت أنذاك بـ “حديقة دونا”، وبعد الاستقلال غير اسمها وأصبحت تدعى “حديقة إبراهيم الروداني”.

وأضاف، أنه في سنة 2004 تم تصنيف الحديقة تراثا وطنيا وذلك لما تحتويه من نباتات من فصائل متنوعة ومتعددة، والتي ساهمت بشكل كبير في إشعاع مدينة تارودانت على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدا أنه رغم كون المجال الأخضر بالمدينة قد شهد طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، إلا أنه ينبغي تدعيمه بمشاريع جديدة تشكل متنفسا للساكنة، خاصة في فصل الصيف.

من جهتها، قالت، مروى فهيم، من ساكنة المدينة، في تصريح مماثل، إن حديقة إبراهيم الروداني، هي فضاء عائلي بامتياز على مستوى المدينة، لكونها تتوفر على فضاء أخضر وأشجار كثيفة تحمي من أشعة الشمس وحرارة فصل الصيف، مشيرة إلى أنه من الضروري الإعتناء بالحديقة وتشييد مناطق خضراء أخرى لأن حديقة إبراهيم الروداني لا يمكنها أن يستوعب التوسع السكاني والحاجة إلى متنفسات كبيرة وواسعة.

وتبقى حديقة “إبراهيم الروداني” من الفضاءات الخضراء والأماكن المفضلة لدى الساكنة والزوار من أجل قضاء حيز من الوقت وسط الطبيعة طلبا للراحة والسكينة والهدوء، حيث يبقى استمرار تواجدها رهينا بالعناية بها والحفاظ على نباتاتها وأشجارها، وعلى رونقها وجماليتها، وذلك من خلال تحسيس الوافدين عليها بالأهمية التي تكتسيها، والحرص على استدامتها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة