يثير تأخر أشغال إعادة تشييد مسجد باب الخميس بمدينة تارودانت تساؤلات كثيرة حول الاسباب الحقيقية وراء حرمان سكان المدينة وخصوصا ساكنة باب الخميس ، من آداء فرائضهم بهذا المسجد للعام الثالث على التوالي.
و حسب مصادر خاصة لتارودانت الآن ، فقد انطلقت أشغال تشييد مسجد باب الخميس سنة 2019، حيث كان من المقرر أن تنتهي بداية سنة 2021، إلا أنه و إلى حدود الساعة لا تزال أشغال البناء تراوح مكانها، إذ ان وثيرة التشييد تعرف تهاونا غير مسبوق
و في الوقت الذي من المفترض ان تكون باحات المسجد مفتوحة بوجه المصلين، إلا أن واقع الأشغال التي بالكاد عرفت تشييد الاساسات الارضية، تؤكد أن الإنتهاء من تشييد المسجد لا يزال حلما بعيد المنال.
ذات المصادر طرحت تساؤلات كثيرة، حول الخروقات، و التجاوزات الخطيرة التي تشوب أشغال البناء، مثل عدم إحترام الشركة المكلفة بالبناء بنود دفتر التحملات، خصوصا على مستوى جودة البنية الخرسانية، في صمت مطبق للجهات الوصية على هذا الورش العظيم، مما يطرح علامات إستفهام عديدة حول الاسباب الحقيقية، التي تجعل الجهات الوصية ، تغض الطرف عن التأخر الكبير للشركة في تسليم المشروع، و كذا إمعانها في خرق بنود دفتر التحملات بدون محاسبة.
و بينما تسير عموم المشاريع و الأوراش بمختلف ربوع المملكة بمعدلات متقدمة إلا أن هنالك جانبا مظلما في بعض الأوراش التي تعرف مظاهر للفوضى، والتسيب و الفساد على جميع المستويات، بدأ من خرق دفاتر التحملات، وعدم احترام مدة الانجاز، إضافة إلى حرمان العمال المشتغلين بها من حقوقهم الأساسية، كالتغطية الصحية، والتصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالرغم من تبعية هذه المشاريع للقطاع العام.
ليبقى السؤال المطروح هو إلى متى سيستمر نزيف الفساد و خيانة العهد مع هذا الوطن الغالي، والتهاون في ربط المسؤولية بالمحاسبة، في نخر قطاع الصفقات العمومية، وتتبع المشاريع التي يتم تمويلها من جيوب دافعي الضرائب، وكيف هو السبيل إلى ضمان حقوق شغيلة القطاع الخاص التي تعاني الأمرين بين مطرقة حرمانها من حقوقها القانونية، و سندان إرتفاع كلفة المعيش اليومي.