بعزيمة قوية، تكرس الفنانة التشكيلية والفاعلة الجمعوية فاطمة مسفر، كل جهودها من أجل الإسهام في إفشاء ثقافة الفن التشكيلي وخدمة المجتمع المدني بمدينة تارودانت.
ولعل إصرار هذه المرأة وانخراطها في مجموعة من المبادرات الهادفة جعل منها نموذجا لسيدة فرضت وجودها وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي والنجاح في مجموعة من مجالات اشتغالها خاصة الفن التشكيلي والعمل الجمعوي بهذه المدينة التي شكلت لها فضاء مناسبا لإبراز موهبتها و ميولاتها.
على جدران بهو منزلها بمدينة تارودانت، تنتصب لوحات تشكيلية أبدعتها أنامل الفنانة فاطمة مسفر، التي تنهل من غنى الثقافة المغربية من خلال تناولها تيمات متعددة قوامها التراث المغربي والمرأة الرودانية.
وتسعى هذه الفنانة التشكيلية المنحدرة من مدينة الدار البيضاء، وهي ربة بيت وأم لثلاثة أبناء، من خلال لوحاتها، إلى إبراز الإرث الثقافي والحضاري الذي يزخر به المغرب، الذي تعتبره مصدرا مهما للإلهام، من خلال حرصها على نقل الحياة اليومية للإنسان المغربي، خاصة المرأة التي تأخذ حيزا هاما من إبداعاتها.
وقد اختارت السيدة مسفر، أن ترسم طريقا على الرغم من الإكراهات والصعوبات، لمسار حافل بالعطاء في المجال الجمعوي بتارودانت، من خلال العمل مع مجموعة من الجمعيات، قبل أن تقوم بتأسيس جمعية “دار الفنان” بتارودانت، رفقة مجموعة من الفنانيين والفنانات بالمدينة.
وتسعى رئيسة جمعية “دار الفنان” بتارودانت، من خلال تجربتها الطويلة في المجال الجمعوي والتطوعي، إلى دعم ومواكبة الأطفال والنساء، من خلال توظيف الجمعية في خدمتهم وتكوينهم في الفن التشكيلي والموسيقى.
تقول مسفر في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “منذ صغري، حلمت دائما بأن أصبح ما أنا عليه اليوم، لقد سعيت لتحقيق ذلك من خلال الفن التشكيلي والمشاركة في الورشات الفنية وخدمة المجتمع المدني”.
وأبرزت أنها انتقلت إلى مدينة تارودانت، منذ سنوات لمرافقة زوجها، حيث تعرفت على خصوصية هذه المنطقة مما مكنها من الانخراط في العمل الجمعوي لخدمة الأطفال والنساء.
وأكدت التشكيلية أن عائلتها تقدم لها كل الدعم والحب والتفهم، مشيرة إلى أن الفنان ليس من السهل التعامل معه دائما، فهو يمتلك مشاعره الخاصة ولحظات عدم اليقين، لاسيما عندما يكون في طور الإبداع، وأنا محظوظة جدا لوجودهم من حولي”.
وبخصوص بداياتها في مجال الفن التشكيلي، قالت مسفر، إن اهتمامها بالفن التشكيلي بدأ وعمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، وكان وقتها مجرد هواية تمارسها في أوقات الفراغ، “لكن مع مرور الوقت، أصبحت لوحاتي جزء من حياتي”.
وأشارت إلى أن ممارستها للعمل الجمعوي وعلاقتها الوطيدة مع مجموعة من أعضاء الجمعيات النسائية بمدينة تارودانت كان لها حافزا للمضي في مسارها الجمعوي، ومحاولتها التوفيق بين أسرتها والعمل الجمعوي.
وأوضحت أنها تعمل من خلال الجمعية “دار الفنان”، على تكوين الأطفال والنساء في مجال الرسم والموسيقى، من خلال تنظيم دورات تكوينية بالمركز الثقافي لتارودانت و الخزانة البلدية في الفن التشكيلي باعتباره أداة للتعبير و فرصة للترويح عن الذات.
وتؤكد الفنانة فاطمة مسفر، أنه بالنسبة للمولوعين بالفن التشكيلي الذين يرغبون في مسار مهني في عالم الفنون التشكيلية، فإن الوصفة لا تخلو من أسرار، لأنها تتكون من مزيج من العمل والجدية والبحث والشجاعة، مشيرة إلى أنه لا ينبغي الاستسلام أبدا، حتى عندما تكون الأمور صعبة.
وتشدد مسفر على أن العبرة في العمل الجمعوي بالأداء والعمل الميداني في زحمة الجمعيات المتعددة والمتداخلة، داعية الفئات الشابة من المجتمع إلى الانخراط في هذا العمل لضمان الاستمرارية ولكون هذا المجال يقتضي الحيوية والجرأة والاجتهاد.
