سهلت الهواتف الذكية كثير من المهام الحياتية. حيث أن هذه الأجهزة الصغيرة قد أصبحت قادرة على القيام بآلاف المهام من خلال تطبيقات مخصصة لذلك، وهو ما يشمل التواصل، التسوق، العمل, والمزيد، وجعل المستخدمين أيضًا مستهدفين بالإعلانات.
ولعل واحد من أكثر المواقف تكرارًا هو أن يقوم المستخدم بالحديث مع شخص ما عن منتج معين. ومن ثم يجد العشرات من الإعلانات لنفس المنتج أو منتج مشابه. ويتكرر الأمر أيضًا مع الخدمات وعروض التسوق.
وهذا الموقف قد تسبب في ظهور تساؤل هام: “هل تتجسس الهواتف الذكية علينا”؟
جمع البيانات لغرض الإعلانات
ليس من المعقول أن تظهر لنا إعلانات حول ما كنّا نتحدث عنه بالصدفة. إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الهواتف الذكية تتجسس وتتصنت على مستخدميها. وطبقًا لتفسيرات عديدة فلا داعي لحدوث ذلك من الأساس. حيث توجد طرق عديدة لجمع البيانات دون الحاجة للتصنت.
ويقوم معظم المستخدمين بمشاركة بياناتهم مع التطبيقات والمواقع برغبتهم. ويحدث هذا عند الموافقة على ملفات تعريف الارتباط Cookies، والموافقة على سياسات الاستخدام والخصوصية عند التسجيل.
وتنقسم ملفات تعريف الارتباط لأنواع عديدة، منها ملفات الطرف الأول. وهي التي تتيح للمواقع أن تحتفظ بمعلومات تسجيل دخولك حتى لا تضطر لإدخالها في كل مرة، إلى جانب المعلومات المتعلقة بك وبالموقع كطرفين.
والنوع الثاني هو ملفات تعريف ارتباط الجهات الخارجية، أو الطرف الثالث. وهذه الملفات تتيح للموقع أن يشارك بعض بياناتك مع الجهات التي يتعامل معها، ويستخدم هذا النوع في الاستهداف بالإعلانات بشكل رئيسي.
ويمكن للمعلن أن يستفيد من هذه البيانات، خصوصًا أنك وافقت على مشاركتها. وبالاعتماد عليها يمكن بناء صورة كاملة عنك وعن احتياجاتك واهتماماتك ليتم استهدافك بالإعلانات المناسبة.
ولا يمكن وصف هذه العملية بأنها عملية تجسس، إلا أن مواقع ومنصات إعلانية عديدة قد تسيء استخدام ملفات تعريف الارتباط، أو قد تبالغ في استخدامها.
تقنيات تعلم الآلة
تقنيات تعلم الآلة هي واحدة من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتتيح هذه التقنيات للأنظمة التي يتم استخدامها فيها أن تتعلم سلوك المستخدم بهدف استهدافه بالإعلانات.
وتظهر أهمية تقنيات تعلم الآلة مع مرور الوقت، حيث أن تلك التقنيات تجمع معلومات أكثر وتتعلم أكثر مع مرور الوقت. على سبيل المثال، عند ضغطك على زر الإعجاب في إحدى الشبكات الاجتماعية فهذا يعني أنك معجب بمحتوى المنشور.
ولاحقًا ومع تتبع إعجاباتك واهتماماتك يتعلم عنك النظام أكثر وبدقة متزايدة. وقد يصل الأمر على الشبكات الاجتماعية لربط اهتماماتك باهتمامات الأصدقاء. مثلًا إن كنت مهتمًا بمنتجات العناية بالسيارات، وتسجل عليها الكثير من الإعجابات وصديقك كذلك، في حالة أنه اشترى منتج ما من خلال إعلان على المنصة فسيبدأ فيسبوك في اقتراحه عليك أيضًا.
وفي أحيان أخرى قد يتم التجسس على المستخدم من نواحي عديدة، إلأ أنها غير مثبتة. وقد تمت ملاحقة شركات عديدة قضائيًا بتهم التجسس والتفريط في معلومات المستخدمين.
على العكس ومن ناحية أخرى، عدد من المستخدمين يرون أن هذه الأمور تصب في صالحهم، أن يتابعهم الذكاء الاصطناعي وتقنياته ويعرفون ما يحبون، ليحصلوا لاحقًا على اقتراحات دقيقة، حتى ولو على حساب الخصوصية.