في أجواء من البهجة والسرور، احتفلت ساكنة جماعة آيت ايعزة بعيد الفطر، رغم أن فقدان الإمام والشيخ سيدي أحمد كرم الذي وافته المنية نهاية شهر دجنبر الماضي، خيّم على الأجواء، خصوصا وأن الرجل كانت له مكانة كبيرة لدى الساكنة، وكان حريصا على الحضور للمصلى كل يوم عيد طيلة حياته.
وبالعودة لكرونولوجيا هذا الحدث الجميل، تقدم الإمام الشاب والخطيب، عبد الحي كرم، نجل الشيخ الراحل سيدي أحمد كرم، في موكب انطلق من مسجد أيت ايعزة القديمة باتجاه المصلى، وسط ترديد التكبير والتهليل والتحميد، مستحضراً تقليداً ورثه عن والده الراحل، حرصاً منه على الحفاظ على وصاياه، وتعزيز روح الوحدة بين الساكنة ونبذ كل ما قد يؤدي إلى الفرقة.
وعند وصوله إلى المصلى، جلس الإمام الشاب على منبر خطبة العيد مرددا التكبيرات، قبل أن يدعو المصلين للقيام لأداء الصلاة في أجواء من الخشوع والسكينة. وبعد انتهاء الصلاة، شرع في إلقاء خطبة العيد، مستلهماً من روح المناسبة قيم الشكر والتآخي والتقوى.
وتحدث الخطيب عبد الحي في الخطبة الأولى عن عيد الفطر باعتباره مناسبة دينية عظيمة تُظهر فيها الفرحة بتمام الصيام والقيام، وهو يوم شكر لله على نعمه، خاصة نعمة العبادة في رمضان. كما أكد أن العيد ليس مجرد احتفال عادي، بل هو فرصة لإظهار التكبير، وإخراج زكاة الفطر لإسعاد الفقراء، وصلة الأرحام، وتعزيز الروابط بين المسلمين.
كما شدد الخطيب على أهمية الحفاظ على القيم التي تعلمها المسلم خلال رمضان، مثل الصبر والتقوى وضبط النفس، وعدم جعل العيد نهاية للطاعات بل استمرارًا لها، وفي الختام، دعا إلى شكر الله على نعمه والالتزام بالعبادة، لأن الشكر سبب في دوام النعم وزيادتها.
وفي الخطبة الثانية، تحدث الإمام والخطيب عبد الحي كرم، عن فضل إتمام شهر الصيام، وأهمية إخراج زكاة الفطر لما فيها من طهارة للصائم وإحسان للفقراء، مؤكدةً على ضرورة إخراجها قبل صلاة العيد لتكون مقبولة. كما أبرز أهمية صلاة العيد باعتبارها سنة نبوية، مستحبة بالاغتسال والتكبير ولبس أفضل الثياب، والاستماع للخطبة، والتهنئة بين المسلمين.
وشدّد كذلك على ضرورة صلة الرحم في العيد، باعتبارها من القيم الأساسية في الإسلام، مستدلة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية. كما دعا في الختام إلى الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، وداعيا لأمير المؤمنين الملك محمد السادس بالنصر والتمكين، وبحفظ كافة أفراد الأسرة الملكية، وللملوك الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني بالرحمة والمغفرة. واختُتمت بالدعاء للمسلمين جميعًا بالخير في الدنيا والآخرة.
وبعد الانتهاء من خطبة العيد، نزل الإمام عبد الحي كرم من المنبر ليشارك المصلين فرحة هذا اليوم المبارك، حيث تبادل معهم التهاني والسلام، في مشهد يعكس أواصر المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع، حيث احتشد المصلون حوله، مرددين عبارات التهنئة والدعاء، وسط أجواء تغمرها البهجة والسرور، ليؤكد بذلك حرصه على تعزيز روح التواصل والتآلف، تماماً كما كان يفعل والده الراحل، سيدي أحمد كرم.