انطلقت مساء الجمعة 8 غشت 2025، بجماعة والقاضي بإقليم تارودانت، فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الجهوي لفن “الدرست”، وسط حضور جماهيري غفير ومشاركة فرق فلكلورية من مختلف أقاليم جهة سوس ماسة.
ويهدف المهرجان، المنظم من طرف الجماعة الترابية بالقاضي، بشراكة مع جمعية شباب الخير للتضامن والثقافة والرياضة والبيئة، إلى تعزيز مكانة الموروث الثقافي المحلي، ودعم أدوار المرأة القروية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصون التراث اللامادي للمنطقة، والتعريف بفن “الدرست” كأحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية بسوس. كما يسعى إلى إتاحة الفرصة أمام الأجيال الشابة لاكتشاف هذا اللون الفني والمساهمة في استمراريته من خلال الورشات التكوينية والعروض الحية.
وشهد حفل افتتاح الدورة، المنظمة تحت شعار: “المرأة القروية: أساس الذاكرة الثقافية، رافعة للتنمية المحلية، وصانعة للتاريخ”، تقديم عروض فنية استعراضية أبدعت في إبراز الإيقاعات والحركات الجماعية التي تميز فن “الدرست”، إلى جانب فقرات موسيقية وتراثية تعكس غنى وتنوع الموروث الشعبي المحلي.
وفي تصريح للصحافة، أكد رئيس جماعة والقاضي، بوجمعة الكنسوسي، أن المهرجان يشكل منصة لإبراز غنى الموروث الثقافي، وفرصة للتعريف بخصوصياته الفنية أمام جمهور واسع. وأضاف: “نعتبر هذا الحدث مناسبة للاحتفاء بذاكرتنا المشتركة، ورسالة وفاء للأجيال السابقة التي حافظت على هذا الفن الأصيل، كما نطمح من خلاله إلى تعزيز إشعاع جماعة والقاضي وجعلها وجهة ثقافية وسياحية مميزة”.
وأشار الكنسوسي إلى أن الدورة الحالية تنفتح على مختلف الفعاليات الثقافية والفنية، وتوفر فضاءات للتبادل بين الرواد والشباب من خلال ورشات تكوينية، ومعارض للمنتوجات المحلية والصناعات التقليدية، بما يعزز الإشعاع الثقافي لجماعة والقاضي وإقليم تارودانت.
ويعد فن “الدرست” من الألوان الفنية الشعبية العريقة المنتشرة في منطقة سوس، حيث يمتاز بإيقاعاته القوية وأدائه الجماعي الذي يجمع بين الغناء الحماسي والرقص الإيقاعي المنظم، مصحوبًا بضربات الأيادي والأرجل في تناغم تام. ويعكس هذا الفن جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة، إذ ظل على مر الأجيال وسيلة للتعبير الجماعي عن الفرح والتلاحم الاجتماعي، كما يشكل عنصراً أساسياً في الاحتفالات والمناسبات التقليدية.
وتختتم فعاليات المهرجان مساء الأحد بحفل فني كبير، سيتم خلاله تكريم عدد من الوجوه التي أسهمت في الحفاظ على هذا التراث، وتوزيع شواهد تقديرية على الفرق المشاركة، في أجواء احتفالية تعكس عمق الانتماء الثقافي لأبناء المنطقة.