كيف يمكن للثقافة أن تزدهر بيئة يغيب فيها الاهتمام والوضوح والتواصل؟

كيف يمكن للثقافة أن تزدهر بيئة يغيب فيها الاهتمام والوضوح والتواصل؟
كيف يمكن للثقافة أن تزدهر بيئة يغيب فيها الاهتمام والوضوح والتواصل؟

سؤال مؤلم يفرض نفسه بقوة، ونحن نترقب منذ يناير 2025 إعلان نتائج طلب عروض دعم التظاهرات الثقافية الكبرى الذي أطلقه مجلس جهة سوس ماسة، دون أن يصدر إلى اليوم أي بلاغ أو توضيح رسمي حول مآل الملفات الثقافية.

إنّ هذا الصمت الطويل لا يربك فقط الفاعلين الثقافيين، بل يضعف الثقة في آليات الدعم الجهوي، ويربك مسار الفعل الثقافي في الجهة برمتها.

لقد آمنّا في مسرح الأفق بأن الثقافة فعل بناءٍ وتنمية، فحملنا على عاتقنا مشروع “ربيع المسرح بتارودانت”، وهي تظاهرة وطنية مسرحية متفرّدة في المغرب، قدّمت منذ دورتها الأولى رؤية جديدة للاحتفاء بالمسرح، قائمة على معايير الجودة والالتزام المسؤول.

وقد حظي المهرجان بإجماع المسرحيين والمثقفين المغاربة الذين اعتبروه نموذجًا متفردا في التنظيم والإبداع، ومنبرًا لإبراز الطاقات الفنية، وفرصةً لإعادة الاعتبار لإشعاع تارودانت الثقافي على الصعيد الوطني.
ورغم هذا الإشعاع، ما زال ربيع المسرح بتارودانت يواجه تجاهلًا مؤسفًا من مجلس جهة سوس ماسة منذ دورته الأولى، حين وعد السيد رئيس المجلس بدعمه ماليًا، غير أنّ الوعد لم يُنفّذ، ولم تُوقّع أي اتفاقية دعم، لتتحمّل مؤسسة مسرح الأفق وحدها أعباء العجز المالي وما نتج عنه من ديون متراكمة أثرت على الدورات التي تلتها.

واليوم، ونحن على مشارف الإعداد لـ الدورة الرابعة بعدما أنهينا بنجاح فعاليات الدورة الثالثة في مايو الماضي، وبينما يواصل المهرجان إشعاعه الثقافي وتفرّده الفني، ما يزال ربيع المسرح بتارودانت ينتظر بقلقٍ مشروع مصير ملفه ضمن طلب عروض التظاهرات الكبرى، في ظل صمتٍ إداريٍّ غير مبرّر يطرح أكثر من علامة استفهام حول منطق الدعم الثقافي الجهوي ومدى إنصافه للمبادرات الفاعلة والمستحقة.

إنّ مسرح الأفق، من خلال مهرجان ربيع المسرح بتارودانت وأنشطته الأخرى، سيظل وفيًّا لرسالته الثقافية والفنية، مؤمنًا بأنّ الفن الحقيقي أقوى من الإهمال، وأنّ الجهوية المتقدمة لن تتحقق إلا بدعم المبادرات الميدانية الصادقة التي تصنع الفعل الثقافي وتمنح الجهة إشعاعها المستحق.

كما يؤكد المهرجان أنّ الثقافة ليست ترفًا أو نشاطًا عابرًا، بل ضرورة حضارية وتنموية، وأنّ دعم المبادرات الجادّة لا ينبغي أن يخضع للمزاج أو الانتقاء أو الحسابات الضيقة، بل لمنطق الاعتراف، والاستمرارية، والمسؤولية المشتركة.

المصدر مؤسسة مسرح الأفق بتارودانت
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة