أعلام رودانية: صالح بن واندلوس الروداني.. سيدي وسيدي

محمد سرتي25 نوفمبر 2022
صالح بن واندلوس الروداني.. سيدي وسيدي
صالح بن واندلوس الروداني.. سيدي وسيدي
محمد سرتي

صالح بن واندلوس الروداني، يكنى بأبي محمد ويُعرف بـ (سيدي وسيدي)، من صلحاء المدينة، ولد في فترة حاسمة من تاريخ المغرب الوسيط شهدت فيها البلاد انقلابا سياسيا ومذهبيا واجتماعيا في غمرة الصراع الموحدي المرابطي في منطقة سوس.

استوطن مراكش وأغمات بعد زيارته للمشرق وأدائه لمناسك الحج، وكانت له فيهما صحبة لتلاميذ يوسف بن علي، أحد رجال مراكش السبعة، وأبي العباس السبتي الذي قال عنه ابن رشد هذا الرجل مذهبه: الوجود المنفعل بالجود.

قال الحضيكي عن المترجَم في طبقاته: (كان رضي الله عنه لا يفارقه المساكين ويلازمون داره، فتارة يخرج إليهم بالصدقات، وتارة يرمي إليهم بالدراهم من بين الأبواب، وكان من أعاجيب الزمان).

استقر سيدي وسيدي في آخر أيامه بمدينة تارودانت زاهدا متصوفا، وقد غادرها مغاضبا لما كان شابا يافعا بسبب حادثة تكسيره لخوابي عصير السكر المسكر.

يقول معاصره ابن الزيات في التشوف: (سمعت مخلوف بن محمد الأنصاري وكان من جيرانه الخاصين به يقول: حدثني أبو محمد صالح قال : لما عقلت كسرت خوابي المسكر لأهلي، فسجنوني فقلت لهم: لن أنطلق من سجنكم حتى يصل إلى هذه البلاد أقوام يضفرون شعورهم كالنساء، يعني الأغزاز – طائفة من مماليك الترك المصريين – وينهدم جانب من سور المدينة، فقال أهلي: حمق صالح، فقيدوني فبقيت في السجن إلى أن دخل الأغزاز المغرب فوصلت طائفة منهم إلى السوس وانهدم جانب من السور، فخرجت من السجن وتوجهت للمشرق فصحبني رجل من أهل بلدي، فكلما دخلنا بلدا رام بيعي وأدخلني في السوق فلم يجد من يشتريني، وأنا لا أنكر عليه شيئا إلى أن رجعت معه إلى السوس).

قال عنه أصحابه: (أنه لما وصل إلى بلده تصدق على المساكين بجميع ما ورثه عن أبيه من الأملاك ولم يتمسك بشيء).

وقالوا: (إذا رآه من لا يعرفه ظنه معتوها، وقال هذا مجنون).

توفي رحمه الله بعد سنة 591هـ/1195م ودفن في روضته بحومة الزاوية بتارودانت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة