سور تارودانت التاريخي مهدد بالانهيار وحالته جد مزرية بعدما ظهرت عليه عدة تشققات على طول مساحته البالغة 7,5 كلم، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر لتنبيه المسؤولين بالتدخل العاجل لإنقاذه قبل فوات الآوان باعتباره أحد الأسوار العظيمة بالعالم ككل وإرث ثقافي وتاريخي يجب الحفاظ عليه، والعناية به لما يختزنه من أسرار، ولما له من حمولة تاريخية يربط الماضي بالحاضر.
ومن خلال كل ما ذكرناه سابقا فعلى المسؤولين بإقليم تارودانت ووزارة الثقافة أن يتدخلوا لإنقاذه كيف لا ونحن مقبلين على فصل الشتاء، وقد تتسبب الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة كل شتاء في تخريب وانهيار ما تبقى منه لا قدر الله.. إذ ذاك فلا ينفع البكاء على الأطلال.
للتذكير فسور تارودانت يبلغ طوله سبعة كيلومترات ونصف، وبني في عهد المرابطين حسب ما ذكر في بعض كتب التاريخ، ويتضمن 9 حصون وخمسة أبواب أصلية هي باب القصبة وباب الزركان وباب تارغونت وباب اولاد بونونة وباب الخميس، كما تتخلل السور أبواب أخرى جديدة تم فتحها لتسهيل حركة المرور، وهي باب أكفاي، باب تافلاكت، باب البلاليع، باب السلسلة، باب الحجر، باب بنيارة. وكمحاولة لترقيع هذا الثراث المعماري التاريخي.
وفي رواية تاريخية أخرى فهذا السور تم تشييده في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي (10هـ 16م) لحماية الدولة السعدية وجيوشها من هجمات الإسبان والبرتغال، ليبقى السؤال هل سيتدخل المسؤولين بإقليم تارودانت لحماية هذا الموروث التاريخي من الانذثار أم أن سياسة الآذان الصماء هي سيدة الموقف؟