كانت المدارس في العالم القروي، إلى وقت قريب من الزمن، هي من تتجه نحو التلاميذ من خلال إحداث مدارس مركزية في القرى والدواوير، لكن المعادلة تغيرت بعد إحداث ما يسمى بالمدارس الجماعاتية، التي جعلت التلاميذ يخرجون طلبا للعلم نحو مدرسة نموذجية ومتكاملة.
بإقليم تارودانت حيث إنخرط هو الآخر، في هذه النهضة التربوية المتفردة، من أجل تعميم وتحسين جودة التعليم بالوسط القروي، تلعب المدرسة الجماعاتية الرياض -تيوت كباقي المدارس الأخرى بالاقليم، دورا هاما بالنسبة للأطفال بالجماعات القروية بهدف محاربة الهدر المدرسي.
وتمنح هذه المدرسة فضاءات تجمع كل الظروف التربوية والصحية، التي ساهمت بشكل كبير في التشجيع على التمدرس، خاصة بالنسبة للفتيات، على مستوى إقليم تارودانت الذي يتوفر على عدد مهم من المدارس الجماعاتية، وذلك بفضل المساهمات الفعالة لمختلف الشركاء.
وأوضح مدير المدرسة الجماعاتية الرياض -تيوت، عبد الحنين بولعجول،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دور المدرسة الجماعاتية يتمثل في توفير الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي والتعلم، مضيفا أن مدرسة الرياض-تيوت، حققت جميع أهدافها من خلال توفير النقل المدرسي لـ84 تلميذا وتلميذة، والمبيت والمأوى والتغذية للمقيمين بالقسم الداخلي للمؤسسة وعددهم 83 متمدرسا، منهم 33 من الإناث.
وأكد السيد بولعجول، أنه وبمساهمة جميع الشركاء التربويين بالاقليم، استطاعت المدارس الجماعاتية تحقيق الأهداف المسطرة، وكسب رهان محاربة الهدر المدرسي، وكذلك القضاء على الأقسام المشتركة والفرعيات، بالاضافة إلى تحقيق نتائج جيدة على مستوى المردودية المدرسية.
أما فيما يتعلق يتحسين مستوى أطر المدرسة، فقال المسؤول التربوي إن ظروف عمل الأساتذة أصبحت مواتية سواء داخل فضاء المؤسسة أو بالنسبة لسكن القرب الذي وفر عليهم عناء التنقل لمسافات طويلة، مبرزا أن الهدف الأساسي هو جعل نجاح المتعلمين التزاما جماعيا واجتماعيا بالنسبة للجميع.
وبلغة الأرقام، أشارت معطيات للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، إلى أن إقليم تارودانت يتوفر على تسعة مدارس جماعاتية، ويرتقب افتتاح ثلاث مدارس أخرى مع الموسم الدراسي المقبل، بالإضافة إلى عشر مبرمجة للبناء خلال السنوات القادمة، أي بمعدل تغطية للجماعات القروية يصل إلى 11ر11 في المائة.
واعتبر المصدر ذاته أن المدارس الجماعاتية تمكن المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتارودانت، من تحقيق نتائج جد مشجعة فيما يتعلق بتمدرس الأطفال بالعالم القروي، خاصة في صفوف الفتيات بنسبة 98ر99 في المائة.
إنها تجربة فريدة من نوعها، استطاعت ترجمة إستراتيجية نموذجية تبناها المغرب على المستوى التربوي، بمقومات ناجحة ساعدت المتمدرسين على التعلم والتحصيل، حيث وفرت لهم الظروف والشروط المواتية للعمل، إلى جانب الدعم الاجتماعي من نقل وإطعام وايواء لخلق بيئة ملائمة تمكن المتعلمين من متابعة دراستهم دون صعوبات وعراقيل، مما سيطبع أداء هاته المدارس بالفعالية ويكسبها دينامية وانفتاحا على محيطها الخارجي.