” كلنا نعرف هذا الزر، و كلنا قصدناه مرارا و تكرارا بأناملنا على ملامس آلاتنا الحاسبة عندما نتيه في مسالك الرياضيات، فنرغب في سيناريو: كأن شيئا لم يكن!!
فيعود صفر العدم متأنقا وحده في الركن الأيمن من شاشة الآلة الحاسبة كأن شيئا لم يكن!
أنا متأكد أنه لم يسلم أي منا من ضغط هذا الزر في حياته اليومية، خصوصا في مجتمعنا الذي يزخر بالأنامل العاشقة لربط المجهود أو حتى الوجود بالعدم!!
فمنا مثلا من عاين شهادة الباكلوريا أو الإثنا عشرة عاما من مساره الدراسي تتلاشى في لحظة واحدة بعد سماع عبارة:الباك قديم ماكانقبلوهش!!
فضُغط زر CE على حصيرة من الأوراق المزدوجة و الملمترية، على خرجات الشأن المحلي و مساجد الجبص في حصص التربية التشكيلة. ضُغط زر CE على اللحظات الديكتاتورية في مكتب الحارس العام، و على تجربة الضفدعة الشوكية و وهيج الحبابة و البطارية المسطحة!!
و منا من شاءت الأقدار أن يطرد من عمله، فضُغط زر CE مرة أخرى على سنوات من الاستقرار المادي و الإجتماعي لم تنل حصتها من الضمان الاجتماعي.
أمثلة كثيرة و حالات عديدة تدخل فيها هذا الزر ليطمس في زنازين الماضي كفاءات و أحلام كأنها لم تكن، و ليدفع كل صياد انقطع فقط خيط صنارته إلى الإنسحاب من الضفاف متواريا خلف الصخور، و مطالبا بالبحث عن صنارة جديدة!!
