خديجة الغزال.. مسار حافل بالعطاء تجاه اليتامى والنساء الأرامل بتارودانت (+فيديو)

خديجة الغزال.. مسار حافل بالعطاء تجاه اليتامى والنساء الأرامل بتارودانت
خديجة الغزال.. مسار حافل بالعطاء تجاه اليتامى والنساء الأرامل بتارودانت

صنعت لنفسها بطولة من نوع خاص، وآمنت بفكرة أن لكل طفل الحق في بيئة أسرية ملؤها الحنان والحب والعطاء، هي إنسانة سخرت كل حياتها في سبيل إدخال البسمة والفرحة على قلوب أوجعتها قساوة الأقدار.

يجمع المتتبعون لمسار السيدة خديجة الغزال، أن هذه الفاعلة الجمعوية والمربية استطاعت بفضل ملكتها وتعدد اهتماماتها أن تنجح في ترجمة واستثمار أفكارها وطاقتها الخلاقة لأعمال الخير والبر ودعم الأطفال اليتامى والنساء الأرامل بمدينة تارودانت.

ولعل إصرار هذه المرأة وانخراطها في مجموعة من المبادرات الهادفة، جعل منها نموذجا لسيدة فرضت وجودها وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي والنجاح في مجموعة من مجالات اشتغالها خاصة قضايا المرأة والعمل الجمعوي بهذه المدينة التي احتضنتها قبل أزيد من 30 سنة.

إبنة منطقة تغجيجت بإقليم كلميم، هي أم لأربع بنات، مستوها الدراسي جامعي، اشتغلت مدة 18 سنة كحارسة عامة بالتعليم الخصوصي، وقد اختارت أن ترسم طريقا على الرغم من الإكراهات والصعوبات، لمسار حافل بالعطاء في المجال الجمعوي بتارودانت، من خلال تأسيس جمعية “نساء سوس” للمرأة والطفل سنة 2013 رفقة مجموعة من النساء الفاعلات بالمدينة.

تقول خديجة، بعد تأسيس الجمعية، فعليا، بدأ انخراطها في المجال الجمعوي، حيث تبين لها أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في الإهتمام بمجموعة من اليتامى والأرامل وتمكينهم من الدراسة والرعاية، وكذا توفير مركز للاستماع ومواكبة النساء ضحايا العنف.

ماما خديجة، كما يلقبونها، لا تجد سعادتها إلا عندما تتقاسم لحظات من الفرح تقضيها مع الأيتام أو المتخلى عنهم، الذين كانوا السبب وراء تولد هذه الرغبة القوية في مد يد العون، وهذا الشغف الذي يحفزها كل يوم، لتكون ملجأ من لا ملجأ لهم.

وتنخرط خديجة الغزال، في عمل جبار من خلال مساعدة النساء ضحايا العنف والأرامل، اللواتي يطمحن إلى حياة جميلة، حيث تحثهن على التمسك بالأمل والإيمان بتحقيق الأحلام، وليكن لديهن طموح وإرادة لتخطي عقبات الماضي والمضي قدما في الحياة.

ولا تخفي هذه السيدة سر نجاحها ودعم شريك حياتها الذي ساعدها في تحقيق أمنيتها واهتمامها بقضايا المرأة والطفل، من أجل تغيير النظرة التقليدية لوضعية هؤلاء النساء، موضحة أن افتخاره بالنجاحات الصغيرة والكبيرة التي حققتها كان حافزا قويا للاستمرار.

وتشتغل السيدة الغزال مع 32 إمرأة أرملة داخل الجمعية، من أجل تمكين النساء اقتصاديا، والعمل على تكوينهم وتأطيرهم في مجالات متعددة، بالإضافة إلى أن الجمعية تحتضن 42 يتيما، توفر لهم الدعم المدرسي والأدوات المدرسية والملابس في إطار برنامج “التبني المدرسي لليتيم”.

خديجة الغزال، يدفعها دورها كرئيسة جمعية نسائية إلى بذل كل ما بوسعها لمساعدة النساء ضحايا العنف، من خلال توفير فضاء متعدد الوظائف للنساء بتارودانت، الذي يعتبر بنية القرب التي تقدم خدمات توجيهية وقانونية واجتماعية، مرفقة بمواكبة نفسية لفائدة النساء ضحايا العنف، أو في وضعية صعبة تؤازر وتعزز جهود وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.

وتقول الغزالي، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تجربة انفتاحها على العمل الجمعوي ومشاركتها في مجموعة من اللقاءات على المستوى الوطني، ساهمت بشكل كبير في انخراطها ضمن مبادرات ايجابية لصالح المرأة باعتبارها شريكا في التنمية.

وأضافت، أنه بفعل الواقع والممارسة والتجربة أصبحت “مولعة” بالعمل الجمعوي الميداني ولا يرتاح لها بال إلا وقد حققت تقدما لصالح هذه الفئات الهشة ولو في حده الأدنى، وكلها عزم على عدم التراجع أمام أي حاجز قد يعيقها لتحقيق هدف اجتماعي معين.

وأبرزت أن الرعاية التي حظيت بها من طرف أسرتها كان لها الأثر الإيجابي في بناء شخصيتها وترجمة مشاعرها وهمومها في الدفاع عن قضايا المجتمع، خاصة المرأة التي تطمح إلى النهوض بوضعيتها وفق إستراتيجية تنموية وليست مناسبات ولحظات احتفالية فقط.

وتعتبر خديجة أنها تقدم الخير لنفسها قبل كل شيء، وأن طريق السعادة يبدأ بشعور الرضا والعطاء، اللذين وصفتهما بدواء لكل نفس، وأنها ليست أم لأربع بنات فقط بل أم لكل من حرمته الأقدار من حنان وعطف الأمومة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News