اختتمت، مساء أمس الثلاثاء 1 يوليوز 2025، بالمؤسسة التعليمية إبن سليمان الروداني بتارودانت، فعاليات الدورة الأولى من ملتقى التميز والريادة، الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتارودانت، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعدد من الفاعلين من القطاعين العام والخاص.
وجاء هذا الحفل التربوي تتويجا لعشرة أيام من التأطير التربوي والتكويني الموجه لـ120 تلميذة وتلميذًا من المتفوقين في امتحانات البكالوريا، الذين تم انتقاؤهم بناءً على معايير الاستحقاق الدراسي والتنوع المجالي والاجتماعي.
وقد تميز الحفل الختامي ببرنامج متنوع جمع بين الفقرات التربوية والفنية، استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم الوطني، قبل أن يُتحف المنشد عبد الرحيم كشول الحضور بوصلة فنية ذات طابع روحي.
وفي كلمة له بالمناسبة، عبّر السيد نبيل مجدي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتارودانت، عن اعتزازه بنجاح هذه المبادرة التربوية الرائدة، مشيدًا بكافة الأطر المشرفة والداعمين والشركاء، ومؤكدًا على أهمية مواصلة الاستثمار في التميز الدراسي باعتباره رافعة للتنمية المجالية والاجتماعية.
كما ألقى كل من الأستاذ حسن صواب باسم الإدارة التربوية للملتقى، والأستاذ محمد لشهب باسم الأطر التربوية، كلمتين عبّرتا عن فخرهما بالتفاعل الإيجابي والالتزام الذي أبان عنه المستفيدون طيلة أيام الملتقى.
وفي لحظة مؤثرة خلال الحفل الختامي، عبّر التلاميذ المشاركون عن امتنانهم واعتزازهم بهذه التجربة التربوية الفريدة من نوعها، من خلال كلمات ألقيت بأربع لغات، تجسد التنوع الثقافي والانفتاح اللغوي الذي يميز المدرسة المغربية.
فقد عبّرت التلميذة إكرام بوالعياد، في كلمة باللغة العربية، عن فخرها بالمشاركة في هذا الملتقى الذي “منحنا الأدوات لاجتياز المستقبل بثقة”، بينما قدّم التلميذ عز الدين بدار كلمته بالأمازيغية، مؤكدًا على أهمية الإنصات لنبض التلاميذ من مختلف ربوع الإقليم.
أما التلميذة حياة الكمري، فقد توجهت بكلمتها بالفرنسية مشيدة بجودة التأطير الذي تلقاه المشاركون، معتبرةً الملتقى “منصة حقيقية لتفجير الطاقات الكامنة”، في حين ألقت التلميذة تانيرت الحاجي كلمة باللغة الإنجليزية، أثنت فيها على روح الفريق التي سادت بين المشاركين، وختمت برسالة أمل وطموح إلى جيل يؤمن بالريادة والتميز.
وقد تم خلال الحفل توزيع شواهد المشاركة على التلاميذ، إلى جانب جوائز تقديرية لفائدة عشرة فائزين في مباريات المحاكاة للولوج إلى المدارس العليا، تكريمًا لتفوقهم وتميّزهم في مختلف الورشات الاختبارية.
وتميزت الأمسية بتعاقب عدة فقرات فنية أطّرها التلاميذ أنفسهم، مما أضفى على الحفل أجواء من البهجة والاعتزاز، قبل أن تُختتم فعاليات الملتقى بتنظيم حفل شاي جماعي جمع بين الأطر والمؤطرين والمستفيدين والضيوف، في لحظة وداع حميمة ومؤثرة.
ويعد “ملتقى التميز والريادة” مبادرة غير مسبوقة على المستوى الإقليمي، تهدف إلى دعم التفوق الدراسي، وتقديم مواكبة علمية وتوجيهية لتلاميذ البكالوريا المتفوقين، في أفق إعدادهم لخوض غمار مباريات المدارس والمعاهد العليا بكفاءة وثقة.