عرفت فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة “تالويكاند” بساحة تامري في قلب حي “تالبرجت” بمدينة أكادير، و المنظمة بمبادرة من جمعية “أكادير ميموري”، خلال الفترة الممتدة ما بين 23 و26 يناير 2025، مشاركة الفنان الروداني المتعدد المواهب “أسامة المهنديز”، الذي أشرف على تأطير ورشة “المؤثرات الخاصة بالسينما والمكياج والإخراج السينمائي”، التي تضمنها برنامج الدورة الثالثة للمهرجان، إضافة إلى ورشة “التصوير الفوتوغرافي”.
الفنان “أسامة المهنديز” استطاع خلال هذه الورشة التأطيرية أن يزيل التخوف الذي كان يراود نخبة من الشباب الذين يمتلكون إمكانات إبداعية لا يستهان بها، لكن مشكلتهم تكمن في أنهم متخوفون من “استهجان” البعض لما سيبتكرونه.
ومعلوم أن تحطيم هذا الشعور بالفشل، أو ما يمكن نعته بالتخوف من عدم كسب رضي المتلقي للعمل الإبداعي، يتطلب من المؤطر كفاءة حقيقية تجمع بين الأبعاد التربوية والنفسية وتقنيات التأطير الفني، فضلا عن الخبرة في مجال الإبداع.
الفنان أسامة المهنديز، استطاع بفضل رصيده وتجربته المتراكمة في مجالات فنية مختلفة يتقن التعامل معها، من أن يرفع هذا التحدي، ويجعل مهرجان “تالويكاند” مدرسة لتأهيل المواهب الفنية في مجالي الإخراج، والماكياج السينمائي، إلى جانب التصوير الفوتوغرافي بمعدات احترافية بشراكة مع الفنان الفوتوغرافي الفرنسي “اليكسندر” برحاب المعهد الفرنسي بأكادير.
كما أشرف أسامة، على عدد من المشاريع، منها مشروع “الحصان الأسود” الذي يعتمد على إخراج الروح الفنية للمتدرب و مواجهة مخاوف الفشل من خلال توفير فضاء صحي للإبداع، ومشروع “التحول الزمني”، الذي يعتمد على تبديل ملامح الوجه من خلال الظل و الضوء من شاب الى عجوز، ومشروع “المزج بين حضارتين” الاساطير اليونانية و الاساطير المغربية السوسية، إضافة إلى ميدوسا بلمسة من بغلة القبور وتم تسميته من طرف الطلاب ب “ميغولا”، و الذي عرف نجاحا مبهرا رغم ان مدة التكوين هي أربع أيام لطلاب لم تكن لهم معرفة و خبرة في المجال، وهو ما شكل تحديا للمهندير نجاح فيه بجدارة.
وتعتبر تظاهرة “تالويكاند”، نافذة إبداعية مشرعة على كل مجالات الإبداع والتعبير والأداءات المعاصرة في ارتباطها بتجليات المنعطف المكاني و بأنساق الفرجة في شموليتها ورحابة سياقاتها، و بالذاكرة الجماعية وانبعاثات مدينة تتطلع لحاضر عمراني مشع، وتنمية ثقافية واقتصادية ذات شأن بالغ الأهمية.