تنظم الجمعية “المحمدية للفن التشكيلي” بتارودانت، الدورة السادسة لمحترف “أطفال وألوان”، وذلك خلال الفترة ما بين 16 ماي الجاري، و24 دجنبر القادم، تحت شعار: “فن هندسة الزليج المغربي بصمة المملكة”.
وأوضح بلاغ للجمعية، أن هذه الدورة، تنظم بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبشراكة مع الجماعة الترابية لتارودانت، والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وتستهدف 250 طفلاً وطفلة على مستوى إقليم تارودانت.

وأضاف البلاغ أن تنظيم هذه التظاهرة الفنية التربوية، يأتي في إطار ترسيخ قيم الهوية الوطنية والاعتزاز بالموروث الثقافي المغربي لدى الناشئة، حيث تسعى الجمعية من خلال هذا المحترف إلى غرس روح الإبداع في صفوف الأطفال وتعريفهم بأحد أبرز تعابير الفنون الإسلامية التقليدية في المغرب، والمتمثل في فن الزليج.
وتهدف الدورة السادسة للمحترف إلى جعل الزليج المغربي محوراً للتأمل والتجريب الفني، حيث سيتلقى المشاركون ورشات تطبيقية وتكوينية يشرف عليها فنانون وأساتذة متخصصون، من أجل فهم الهندسة الجمالية لهذا الفن العريق، وتحويله إلى أعمال فنية معاصرة باستخدام الألوان والخطوط والزخرفة.
وأشار البلاغ إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن جهود الجمعية المتواصلة لتقريب الفنون التشكيلية من الطفولة، وتحفيز الحس الجمالي والتعبير الفني لدى الأجيال الصاعدة، مع الحرص على استحضار الروح المغربية في مختلف الأنشطة الفنية.
كما تسعى هذه الدورة إلى الإسهام في صون التراث المغربي غير المادي من خلال الفن، عبر ربط الجيل الجديد بجذوره الثقافية، وتشجيعه على تحويلها إلى مصدر للإبداع والابتكار.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، فقرات نظرية وورشات تطبيقية تعتمد على تقنيات أكاديمية، تهدف إلى تمكين الأطفال من اكتساب آليات الحكم والتقييم الفني، وذلك استعدادا لتقديم الأعمال الفنية التي سيعرضها المشاركون على هامش فعاليات ملتقى الإلهام الدولي، الذي ستحتضنه مدينة تارودانت، خلال شهر دجنبر المقبل، مما يتيح فرصة ثمينة للأطفال لإبراز مواهبهم على منصة دولية.
ويرتقب أن تترك هذه الدورة بصمتها في المسار الفني والتربوي للناشئة بمدينة تارودانت، من خلال منحهم فضاءً مفتوحاً للتعبير والإبداع، وتعزيز ارتباطهم بالتراث الوطني، كما تؤكد الجمعية المحمدية للفن التشكيلي عزمها على مواصلة هذا النهج التربوي-الثقافي، وتوسيع دائرة المستفيدين في الدورات القادمة، إيماناً منها بدور الفن في بناء شخصية الطفل وتنمية حسه الوطني والجمالي.