قامت مندوبية التعاون الوطني، بتنسيق مع السلطات الإقليمية بتارودانت، مساء أول أمس الخميس، بتنظيم حملة إنسانية واسعة النطاق لإيواء الأشخاص بدون مأوى، وذلك في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى حماية الفئات الهشة من تداعيات الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
وتهدف هذه العملية الاجتماعية والإنسانية إلى توفير الحماية والرعاية الضرورية للأشخاص في وضعية هشاشة، لاسيما الذين يفتقدون لمأوى قار خلال فصل الشتاء، حيث تم تسخير عدد من مراكز الإيواء المؤقتة المجهزة بمختلف الوسائل اللوجستيكية الضرورية، من أغطية وأفرشة ووسائل التدفئة، فضلا عن تقديم وجبات غذائية ساخنة وخدمات صحية أولية.
وشهدت هذه الحملة تعبئة شاملة لمختلف المتدخلين، من سلطات محلية وأطر مندوبية التعاون الوطني، والهلال الأحمر المغربي، والمركب الاجتماعي دار الخير بتارودانت، حيث تم تنظيم جولات ميدانية بعدد من أحياء وشوارع مدينة تارودانت والنقاط المعروفة بتواجد أشخاص بدون مأوى، من أجل رصد الحالات المستهدفة ونقلها إلى مراكز الإيواء في ظروف إنسانية تحفظ كرامتهم وتضمن سلامتهم الجسدية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بتاروانت، إدريس مهوير، أن هذه الحملة الإنسانية تندرج في إطار تنزيل برنامج عمل لجنة اليقظة والتتبع التي يتراسها عامل إقليم تارودانت، تنفيذ للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى حماية الأشخاص في وضعية هشاشة من المخاطر المرتبطة بموجة البرد القارس.
وأوضح مهوير، أن العملية همّت إيواء الأشخاص بدون مأوى داخل مراكز مجهزة تتوفر على شروط السلامة والكرامة الإنسانية، مشيرا إلى أنه تم توفير الأغطية ووسائل التدفئة والوجبات الغذائية، إلى جانب خدمات اجتماعية وصحية أولية.
وأضاف أن هذه المبادرة تتم بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية ومختلف الشركاء، مبرزا أن مصالح مندوبية التعاون الوطني تواصل تدخلاتها الميدانية بشكل يومي لرصد الحالات المستحقة، مع إمكانية توسيع نطاق الاستفادة حسب تطور الوضعية المناخية خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، قال مدير المركب الاجتماعي التربوي “دار الخير” بتارودانت، حسن جحام، في تصريح مماثل، إن هذه المبادرة الإنسانية تأتي استجابة للظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة، وتهدف إلى توفير فضاء آمن وداعم للأشخاص بدون مأوى خلال فترة البرد القارس.
وأشار جحام، أن المركب جند مختلف إمكانياته البشرية واللوجستيكية من أجل استقبال المستفيدين في ظروف ملائمة، مع الحرص على توفير الإيواء اللائق، والأغطية، والوجبات الغذائية، إلى جانب المواكبة الاجتماعية الضرورية.
وأكد أن هذه العملية تندرج ضمن الدور الاجتماعي الذي يضطلع به المركب، بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني والسلطات المحلية، مبرزا أهمية تضافر الجهود من أجل حماية الفئات الهشة وصون كرامتها، خاصة خلال فصل الشتاء.
وتعكس هذه المبادرة الإنسانية العناية الخاصة التي توليها السلطات العمومية للفئات الهشة، وتجسد قيم التضامن والتكافل الاجتماعي التي يقوم عليها المجتمع المغربي، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى صون كرامة المواطن وضمان الحق في الحماية الاجتماعية، خاصة في الظروف المناخية الاستثنائية.
