يوجد مسجد مفرق الأحباب وسط المدينة في حومة (فرق الأحباب)، تقدر مساحته بحوالي 1460 مترا مربعا، أسسه السلطان عبد الله الغالب بن محمد الشيخ السعدي خلال النصف الثاني من القرن 10ه/16م وسماه المسجد الجديد، وحبس عليه حوانيت قريبة منه و(جنانات) خارج أسوار المدينة.
من خصائصه الفريدة أن صومعته بُنيت فوق بابه الجنوبي، أما بابه الغربي المقابل لميضأة المسجد فكان صغيرا وكان يُعرف بباب (الحفا) إشارة إلى خلع نعال الواردين عند الدخول إلى صحن المسجد منه بعد غسل أرجلهم وتنظيفها من السقاية المجاورة له، وبهذا الاسم عُرف أيضا الباب المقوس الكبير الذي اندثر اليوم.
ويذكر أن الأوقاف بقيت تتعهد مسجد مفرق الأحباب بالإصلاحات اللازمة خلال فترات متباينة من تاريخ المدينة تشمل بلاط المسجد وسقفه وبراحه وميضأته وسقايته المشهورة، وكانت إدارة الفنون الجميلة في النصف الأول من القرن 20م تتدخل وتوجه المراقبين لتتبع جودة الترميم والحفاظ على الزخارف والتنميقات التي لا ينبغي أن تصلها يد المعلمين آنذاك!!
ففي سنة 1930م حدث نقاش بين ناظر الأوقاف ونائب وزير الأوقاف العربي الجراري حول إصلاح صومعة مسجد مفرق الأحباب، حيث ذكر الناظر أن البنائين أشاروا عليه بهدمها وإعادة بناءها من جديد أو هدم النصف العلوي منها، فرد عليه نائب الوزير بضرورة استشارة إدارة الآثار التاريخية وبعد موافقتها لا بأس من استدعاء (المْعلمين) المهرة المكلفين بإصلاح جامع الكتبية بمراكش، لما لهم من الخبرة والمعرفة بترميم المباني الآيلة للسقوط، وقد سَلمت إدارة الآثار القديمة والفنون الجميلة للأوقاف بالمدينة في وقت لاحق كيفية إصلاح منار جامع مفرق الأحباب على النمط الذي كان عليه، وقدر صائره بـ 11821 فرنكا واختير للقيام بإصلاحه المعلم محمد بن عمر.
