شهدت جماعة توغمرت، التابعة لإقليم تارودانت، صباح يوم الأربعاء 7 ماي 2025، انعقاد الدورة العادية للمجلس الجماعي في أجواء استثنائية، تميّزت بالحضور الأمني والرفض الجماعي لنقط جدول الأعمال، ما كرّس حالة “البلوكاج” التي تعيشها الجماعة للعام الثالث على التوالي.
انعقدت الجلسة في قاعة مغلقة بحضور قائد قيادة الفيض، وخليفته، وعدد من عناصر القوات المساعدة، وذلك وسط إجراءات احترازية سبقتها تحركات أمنية مكثفة بمحيط مقر الجماعة. وتفيد المعطيات بأن هذه الإجراءات جاءت بعد ورود معلومات حول تحركات لبعض الفعاليات المحلية لدفع السكان نحو حضور الجلسة، في محاولة للضغط على الأعضاء بغية تمرير النقط المدرجة.
وقد تم رفض النقطتين الأساسيتين المدرجتين في جدول أعمال الدورة، حيث تعلقت الأولى ببرمجة الفائض الحقيقي لسنة 2024، والذي قدر بـ3.238.470,46 درهم، خصص لتسييج المقابر، وتهيئة بعض الطرق، وتوفير الماء الصالح للشرب بالطاقة الشمسية، إضافة إلى تمويل دراسة تقنية. أما النقطة الثانية فتعلقت بدعم الجمعيات المحلية في إطار ميزانية السنة المالية 2025.
أسفرت عملية التصويت عن رفض عشرة أعضاء للمقترحين، مقابل تأييد خمسة وغياب عضو واحد، مما أدى إلى رفع الجلسة بعد أقل من عشرين دقيقة على انطلاقها، دون المصادقة على أي من النقط.
ويبدو أن الأزمة داخل المجلس مستمرة، في ظل غياب التوافق بين رئيس الجماعة، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وباقي مكونات المجلس، وهو ما أكدته تقارير سابقة للجنة تفتيش حلت بالجماعة في فبراير المنصرم. وقد استمعت اللجنة لعدد من الأعضاء، بمن فيهم بعض نواب الرئيس، وركزت استفساراتها حول تدبير شؤون الجماعة وأسباب الجمود المستمر، حيث أرجع بعض الأعضاء الوضع إلى “انعدام الثقة بين الرئيس وباقي الأعضاء”.
وفي ظل هذا السياق، يبقى مستقبل جماعة توغمرت رهينًا بإيجاد حلول توافقية تعيد تفعيل عمل المجلس وتجاوز حالة الشلل التي أثرت سلبًا على التنمية المحلية للمنطقة.
